قناة الأقصى الفضائية

قناة الأقصى الفضائية

إعداد المخرج / عبدالخالق العصار

مقدمة

انطلقت قناة الأقصى الفضائية في شهر نوفمبر من العام 2006 ومن المعروف أنها خرجت من رحم إذاعة ومرئية الأقصى واللتين انطلقتا بين عامي 2003 و 2006 ، و ليس مستغربا تعرض فضائية الأقصى منذ البدايات الأولى لمؤامرات ومكائد من هنا وهناك فقط لأنها خطت لنفسها خط المقاومة وتعزيز الصمود والثبات لدى الجماهير الفلسطينية والإسلامية ولأنها ليست فقط مجرد قناة تبث البرامج والأخبار والنشيد وإنما  تريد رسم خريطة طريق جديدة للعالم عنوانها أن يكون الإسلام أستاذ العالم  في القيادة والأخلاق وأن تكون له الريادة في العلم والثقافة والاقتصاد والصناعة ؛ لذلك أراد العدو الصهيوني أن يطفئ نور الأقصى فكان تاريخ 28/12/2008 موعدا لذلك عندما غارت طائراته الحربية على مقرها الرئيس ودمرته بالكامل ، ومن الواضح أن القناة كانت في مقدمة بنك الأهداف الصهيونية فقد قصفت في الليلة الأولى من الحرب على قطاع غزة ، ولكن بفضل الله أولا ثم بفضل العاملين فيها والقائمين عليها بقي نورها ساطعا لتبقى على ذروة الجهاد مستمرة.

الأقصى أثناء الحرب

كانت بمثابة الراية التي تؤكد أن المقاومة بخير وأستدل هنا بقول الدكتور عبد الستار قاسم الذي قال : " عند سماعي نبأ قصف قناة الأقصى أصابني شيء من الخوف والوجل ولكن عند مشاهدتي للقناة وهي مستمرة في البث ونقلها لأخبار قصفها جلست مطمئنا على المقاومة لأنه ببساطة قناة الأقصى هي روح المقاومة " .

وبالتأكيد لم يأتي ذلك عفويا وإنما من عمل وتخطيط اجتمع فيه الإخلاص والتفاني و الإدارة والتنظيم رغم الدمار الشامل الذي كان يكتنف جميع نواحي قطاع غزة ، فبعد أن شن العدو حربه على غزة بقليل عملت القناة بنظام الطوارئ وعرف كل عامل في القناة عمله والمهام الموكلة له و للحقيقة أن كل شخص له حكايته لا نستطيع أن نسردها في هذه السطور .

وبفضل الله أصبحت قناة الأقصى وجهة لكبرى القنوات الفضائية ولوكالات الأنباء سواء على صعيد الصورة أو الخبر وهذا يؤكد أنها كانت حاضرة في كل الميادين.

الأقصى بعد الحرب

بعد انتهاء الحرب المجنونة على قطاع غزة بدأت فضائية الأقصى تلملم جراحها كبقية قطاعات شعبنا ، وبحمد الله تمكن القائمون على القناة بتجهيز مقر آخر بدل الذي دمر بفعل الصواريخ الصهيونية وكانت فترة التجهيز قياسية حيث أصبح المقر الجديد مهيأ للعمل بعد شهر ونيف وهذا في عالم الإعلام والفضائيات من سابع المستحيلات كما يقال ، ولكن بجد واجتهاد ومثابرة القائمين على القناة أصبح ذلك واقعا يراه الجميع .

وما لبثت قناة الأقصى أن تأخذ قسطا ميسورا من الاستقرار حتى باغتها قرار من الخزانة الأمريكية بان اعتبرتها منظمة إرهابية ويمنع على قمر النايلسات والعرب سات التعامل معها وكان ذلك بتاريخ 18/3/2010م ،ولكن بقيت الأقصى رغم هذا القرار الأمريكي .

 ولم يمضِ سوى القليل من الوقت حتى شنت فرنسا حربها على قناة الأقصى وقامت في تاريخ 14/6/2010م  بفصلها عن قمر يوتلسات وهو القمر الرئيس الذي يغذي الشركات التي تبث على مدار النايلسات والذي يشمل الشرق الأوسط والخليج العربي و أجزاء من أوروبا ، و لكنه الله الحامي ظلت قناة الأقصى مستمرة ومتواصلة وبل اتسعت رقعت بثها وامتدت إلى دول لم يكن يصلها بث القناة سابقا .

وبفضل الله نقول أن قناة الأقصى الفضائية بعد عامين من استهدافها بصواريخ العدو التي أصابت المبنى بما يحتويه من أحجار وأجهزة ، أقوى برسالتها والعاملين فيها بل المجاهدين فيها

الأقصى راعية النجاح

منذ الإعلان عن صفقة وفاء الأحرار، اجتمعت طواقم العمل في قناة الأقصى الفضائية؛ لوضع ملامح التغطية النهائية لعملية التبادل.

استعانت القناة بمبناها القديم الذي قصفة الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة، ووزعت المهام، وقسمت الطواقم داخليا وخارجيا، وعلى مدار أكثر من أسبوع، كانت التحضيرات تسير على قدم وساق، لتتحول "الأقصى" إلى خلية نحل أكل الجميع من عسلها.

تكنولوجيا جديدة، وخطة متكاملة

عماد زقوت، مدير دائرة الأخبار والبرامج السياسية، تحدث عن الهيكلية العامة التي عملت بها "الأقصى"، قبل وبعد وأثناء تنفيذ صفقة "وفاء الأحرار".

وقال زقوت : "خصصنا البث للتعاطي مع تطورات الصفقة بنسبة 100 %, وأضاف: " انتشر مراسلونا ومعهم طواقم عمل كاملة من شمال القطاع وحتى جنوبه وصولاً إلى مكان التنفيذ على الجانب المصري، فكانت للقناة سيارات بث وطواقم عمل  على مدار الساعة في غزة والضفة والأردن وتركيا ومصر، وانتشرت في فلسطين وحدها 40 كاميرا.

وبدأ بث القناة منذ ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء بتغطية حثيثة حيث استدعي الكادر المكلف وفق الخطة المعدّة مسبقاً  للعمل عبر موجاتِ تغطيةٍ كاملةٍ وشاملةٍ ونشراتِ أخبار متخصصة مع تحرك أول حافلة أسرى للجانب المصري.

سمير أبو محسن مدير دائرة البرامج المنوعة قال إن " جزءا من طاقم القناة مجهزا بكامل عتاد البث المباشر بات في خيمة استقبال الأسرى بمعبر رفح".

وأضاف: " جهزت القناة خمس مساحات قمرية وزعتها مجاناً للفضائيات، التي نقلت صورة الأقصى والمادة التي وفرتها القناة لمشاهديها فكانت السباقة في نقل الصورة المباشرة.

فيما نشرت أربع فرق عمل متكاملة, الأول في منقطة استقبال الأسرى بمعبر رفح مهجز ٌبسيارة بث وثلاث كاميرات ورافعة, أما الثاني ففي منطقة لقاء الأسرى بأهلهم في المعبر مجهز بسيارة بث أخرى وثلاث كاميرات.

أما بالنسبة للفريق الثالث، فانفرد بتغطية فعاليات الجماهير في شارع صلاح الدين الأيوبي، التي احتشدت منذ الصباح الباكر، بانتظار مرور موكب المحررين، وكان مجهزا بسيارة بث ثالثة وثلاث كاميرات، وأخرى متحركة التي كانت تصور وترسل الصور تباعاً، لتغطية كامل شارع صلاح الدين، من مدينة غزة وحتى جنوب القطاع، يرافقهم مراسل وطاقم بث وتنسيق.

وتوجت التغطية الميدانية بالطاقم الأكبر الذي تمركز في ساحة الكتيبة الخضراء للمدينة حيث أقيم مهرجان "وفاء الأحرار" احتفاءً بالأسرى المحررين, وتكون الفريق من مراسلين ومخرجين ومعدين، وطاقم بث مجهز بسيارة حديثة, وست كاميرات منها ثلاثة مرفوعة على رافعات ٍضخمة إضافة لكاميرا "ستدي كام" تتجول على المسرح؛ لتلتقط الفرحة الغامرة على وجوه الأسرى والفعاليات من مسرح المهرجان الكبير.

سبق ومصداقية

أما فيما يتعلق بالجانب السياسي لتغطية الحدث، فشدد عماد زقوت على أن "القناة كانت حريصة ً أشد الحرص على عدم المساس أو التلاعب بمشاعر الأسرى وذويهم , فآثرت التأخر في الحديث عن التوصل إلى الاتفاق إلى حين ورود التأكيد النهائي من الجهات المختصة حفظاً لمصداقية القناة وسمعتها لدي الجمهور وإتباعا لخطها وسياستها المهنية".

وأكد زقوت أن "بث القناة عكس مضامين الصفقة الجميلةَ، فالناظر للقناة  يرى فلسطين الواحدة، بداخلها وضفتها وغزتها".

واستخدمت القناة لأول مرة تكنولوجيا جديدة تمكنت بواسطتها من عرض شبكة المراسلين عبر بث أربع صور في آن واحد إضافة إلى الأستوديو.

ويذكر للأقصى أنها كانت الوحيدة التي جهزت طاقم بث متكامل على الجانب المصري كان الأول في بث صور وصول الأسرى إلى المعبر، كما تمكن مصور القناة من دخول المعبر مع وصول "شاليط" إليه.

كما تمركز طاقم القناة قبالة سجن عوفر بالضفة المحتلة، لبث على الهواء مباشرة تطورات  الوضع، ولقاءات مع أهالي الأسرى وقادة وشخصيات رسمية.

وتمكنت الأقصى من بث وصول المحررة البطلة أحلام التميمي إلى الأردن مباشرة من داخل مطار الملكة علياء.

هذا وتواصل القناة تغطية ما بعد انجاز الصفقة من احتفالات الاستقبال المناطقية وإعداد اللقاءات المباشرة سواء في الاستديو أو خارجه للتعرف بالأسرى المفرج عنهم وسرد حكاياتهم للعالم .

أفكار متنوعة

حرصت الأقصى في فترة ما بعد الإفراج على تعريف المشاهدين بالأبطال المحررين، لكن في الوقت ذاته رأت مشاركتهم أفراحهم، بل وتبنيها.

فبادرت قناة الأقصى إلى دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الجمعة 28-10-2011 لعقد قران المحرر البطل مفجر ثورة السكاكين، عامر أبو سرحان، على كريمة القائد الشيخ حسن يوسف.

فضائية الأقصى رعت عقد القران، ونظمته على الهواء مباشرة، من منزل رئيس الوزراء الفلسطيني.

التميمي في أسرة الأقصى

وضمن تغطيتها المتواصلة أجرت قناة الأقصى مجموعة من الحوارات مع قادة  الحركة الأسيرة ورموزها، ومن بينهم يحيى السنوار وروحي مشتهى ونائل البرغوثي وقاهرة السعدي، وأحلام التميمي، وغيرهم ممن لا تتسع السطور لحصرهم.

وكشف عماد زقوت، مدير دائرة الأخبار بالأقصى عن حوار أجراه مع المحررة أحلام التميمي حصل فيه على موافقة مبدئية لتقديم برنامج خاص بها على شاشة قناة الأقصى الفضائية.

وتزور قناة الأقصى عبر طواقمها العاملة على الأرض في فلسطين و حيث استقر المحررون بيوتهم ضمن سلسلة من المهام والعمل التوثيقي لإعطاء كل أسير حقه وكشف تفاصيل حكاياته المشرفة في الأسر. 

وتربط الأقصى الأسرى المحررين إلى غزة يوميا بأهليهم في الضفة المحتلة والقدس ضمن برنامج "وفاء الأحرار".

الأقصى تنظم "أعراس الأسرى"

وتعد الأقصى لمهرجانات "أعراس وفاء الأحرار"، التي تستضيف فيها القناة كلا من فرقة اليرموك والمنشد خيري حاتم، والمبدع محمد الغرابلي من الأردن، على مدار 3 أيام في حفلات تقيمها شمال ووسط وجنوب القطاع.

وبالإضافة إلى 5 أناشيد تستعد القناة لإنتاجها لليرموك وخيري حاتم، وأنتجت "الأقصى" 4 كليبات إنشادية خاصة بوفاء الأحرار، أنشدها كل ٌمن المنشد الشهير عبد الفتاح عوينات، المنشد المقدسي المبدع كفاح زريقي, المنشد الفلسطيني الأردني أحمد الكردي , والمنشد المبدع إبراهيم الدردساوي.

هذا وتُعِد قناة الأقصى للمرحلة الثانية من الصفقة بما يتناسب وحجم الإنجاز الوطني الكبير.

 وما زالت التغطية مستمرة..

ونستطيع القول أن قناة الأقصى حققت انتشارا كبيرا بعد قصفها وصارت رمزا من رموز المقاومة في غزة وفلسطين